موسم الهجرة إلى الشمال
المهم انني كما ترى ولدت في مدينة الخرطوم، ولقد ترعرعت يتيما، توفي أبي قبل ولادتي بعدة أشهر، لكنه ترك لنا ما يستر الحال . كان يعمل في تجارة الجمال . لم يكن لي أخوة ، فلم تكن الحياة عسيرة علي وعلى أمي . حين أرجع الآن بذاكرتي، أراها بوضوح، شفتاها الرقيقتان مطبقتان في حزم، وعلى وجهها شئ، مثل القناع . لا ادري قناع كثيف كأن وجهها صفحة بحر، هل تفهم ؟ ليس له لون واحد بل الالوان متعدده ، تظهر وتغيب وتتمازج . لم يكن لنا اهل . كنا انا وهي اهلا بعضنا لبعض كانت كأنها شخص غريب، جمعتني به الظروف صدفة في الطريق .لا يهمني أن كان للحياة معنى أو لم يكن لها ذلك. وإذا كنت لا استطيع أن اسامح فسأحاول أن أنسى . سأحيا بالقوة والمكر وحركت ذراعي بصعوبة وعنف حتى صارت قامتي كلها فوق الماء وبكل ما بقيت لي من طاقة صرخت، وكأنني ممثل هزلي يصيح في مسرح " النجدة النجدة ".
قراءة موسم الهجرة إلى الشمال مكتوبة كملف pdf
تستطيع تحميل رواية موسم الهجرة إلى الشمال مكتوبة على هيئة ملف pdf على هاتف الاندرويد من الرابط التالي:
إقرأ ايضا:
إرسال تعليق